تحقيق النجاح المؤسسي من خلال استخدام نظام إدارة الموارد البشرية الفعّال

في عالم الأعمال المتسارع اليوم، تحقيق النجاح المؤسسي لم يعد يعتمد فقط على استراتيجيات تسويقية أو تقنيات حديثة، بل أصبح مرتبطًا بشكل أساسي بإدارة فعّالة للموارد البشرية. نظام إدارة الموارد البشرية الفعّال هو المفتاح الذهبي لتحقيق هذا النجاح، حيث يعمل على تنظيم العمليات، تحسين أداء الموظفين، وتعزيز التواصل الداخلي. من خلال تسهيل التوظيف، تطوير المواهب، وتقديم تحليلات دقيقة، يصبح النظام أداة استراتيجية تضمن النمو المستدام وتساعد الشركات على تحقيق أهدافها بفعالية أكبر ومرونة أعلى.

ما هي الميزات الرئيسية لنظام إدارة الموارد البشرية؟

قد يكون اختيار نظام إدارة  الموارد البشرية المناسب لاحتياجات شركتك أمرًا مُحيّرًا؛ لذلك يجب دراسة هذه الاحتياجات جيّدًأ قبل تحديد النظام.

  • تحسين الكفاءة:

 يعمل النظام على أتمتة المهام الإدارية، مثل إدارة الحضور، التوظيف، الرواتب، والتأمينات، مما يسرع إنجاز هذه العمليات ويقلل من احتمالية الأخطاء.

  • تبسيط إجراءات التوظيف:

 يتيح نشر الوظائف الشاغرة، إدارة طلبات التوظيف، وتنظيم مقابلات العمل، مما يسهل استقطاب وتوظيف الكفاءات.

  • تسهيل إدارة الحضور والإجازات: 

يسجل أوقات الحضور والانصراف، ويسهل تقديم طلبات الإجازات الرسمية والعطل، مما يوفر رؤية واضحة حول التزام الموظفين.

  • دعم التطوير المهني:

 يسهم النظام في إدارة خطط التدريب وتحديد الاحتياجات التدريبية، مما يعزز من تطور الموظفين المهني ويساعد في تحسين أدائهم.

  • التكامل مع الأنظمة الحكومية: 

يمكن ربط النظام بمنصات حكومية مثل "قوى" والتأمينات الاجتماعية" لتسهيل إدارة العمليات المتعلقة بالتصاريح والعقود.

  • تحليلات وتقارير شاملة: 

يوفر النظام تقارير تحليلية مفصلة تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية بناءً على بيانات دقيقة حول الموظفين وأدائهم.

معايير اختيار نظام الموارد البشرية المناسب وتكامل الأنظمة المختلفة

عند اختيار نظام الموارد البشرية (HR) المناسب، هناك عدة معايير رئيسية يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان تلبية احتياجات المؤسسة وتحقيق التكامل مع الأنظمة الأخرى:

  1. تحديد الاحتياجات:

 يجب أن يفي النظام باحتياجات معينة، مثل إدارة الرواتب، تتبع الحضور، إدارة الأداء، وإعداد التقارير الشاملة. لذلك، ينبغي على الشركات تحديد أولوياتها واحتياجاتها الرئيسية لتتأكد من توافق النظام مع أهدافها الاستراتيجية.

2. المرونة وسهولة الاستخدام

يفضل  البحث عن نظام يوفر واجهة سهلة الاستخدام، حيث يمكن للموظفين التعامل معه بسلاسة دون الحاجة إلى تدريب مكثف، كما يُفضل اختيار نظام يتكيف مع تطورات الأعمال المتزايدة.

3. التكامل مع الأنظمة الأخرى

 من الضروري أن يكون نظام الموارد البشرية قادرًا على التكامل مع أنظمة أخرى مستخدمة في الشركة، مثل النظام المالي، نظام إدارة الأداء، ونظام إدارة المشاريع.

 يعمل التكامل بين الأنظمة المختلفة على توحيد البيانات وتقليل تكرار العمل اليدوي، مما يساعد على تسهيل التدفقات الداخلية وجعل العمليات أكثر فعالية وسرعة.

4. دعم العمل عن بُعد

 يُفضل اختيار نظام يعتمد على التخزين السحابي أو يسمح للموظفين باستخدامه عن بُعد، مما يسهل متابعة الحضور وإدارة الأداء، وإتاحة الموارد دون قيود جغرافية.

5. الأمان وحماية البيانات

 تحتوي أنظمة الموارد البشرية على معلومات حساسة تتعلق بالموظفين، مثل الرواتب والمعلومات الشخصية، لذلك يجب أن يكون النظام آمنًا ويوفر حماية قوية للبيانات.

يجب التأكد من أن النظام يمتثل لمعايير الأمان الدولية، مثل التشفير وحماية البيانات الشخصية، وضمان وجود إجراءات لمنع الوصول غير المصرح به.

                                                                    فوائد استخدام نظام إدارة الموارد البشرية في تحسين أداء الموظفين

كيف يساعد نظام إدارة الموارد البشرية في إدارة الرواتب ؟

1. تقارير تفصيلية عن المرتبات

يوفر النظام تقارير دقيقة توضح تفاصيل مرتبات الموظفين، بما في ذلك العناصر الأساسية مثل الرواتب الأساسية، البدلات، الخصومات، والمكافآت. تساعد هذه التقارير في مراجعة مرتبات الموظفين والتأكد من دقتها وتوافقها مع سياسات الشركة.

وفقًًا لتقرير Delloite فإن استخدام ادوات تحليل إداء الموظفين يحسن مستويات احتفاظ HRMS

2. ضبط إعدادات سلم الرواتب

 يُمكن ضبط معدل الزيادة السنوية في الرواتب بناءً على سياسة الشركة، مما يتيح استمرارية الرواتب وفق المعايير المحددة، و يتيح النظام خيارات متعددة لترحيل الرواتب مثل إنشاء قيد لكل موظف، قيد لكافة الموظفين، أو قيد للبنك. هذا يوفر مرونة في إعداد القيود وتحديد مسارها بدقة، ويتيح النظام ايضًا ربط سلم الرواتب بمستويات وظيفية محددة، مثل المجموعات، الدرجات الوظيفية، المكافآت، الخصومات، الترقيات، والعلاوة السنوية.

3. ضبط هيكل الرواتب

 يسمح النظام بربط قوانين معينة مثل البدلات، الخصومات، نهاية الخدمة، الأساسي، الإجمالي، والصافي. ويتيح أيضاً ضبط طريقة الحساب سواء كانت بقيمة ثابتة، نسبة مئوية، أو عبر كود معين. النظام يتيح تعيين الحسابات المدينة والدائنة لكل قانون مما يسهل عملية الترحيل المحاسبي وتوضيح المستحقات.

4. تعيين الحد الأدنى والأعلى للرواتب

يسمح النظام بتحديد حد أدنى وأعلى للراتب وفقاً للمجموعة أو الدرجة الوظيفية، مما يوفر إطارًا منصفًا لإدارة سلم الرواتب ويسهل إدارة توقعات الموظفين.

5. احتساب الراتب الشهري

يتم حساب الراتب الشهري تلقائيًا لأي موظف أو مجموعة من الموظفين مع الأخذ بعين الاعتبار جميع البنود المرتبطة بالراتب مثل البدلات، الخصومات، المكافآت، السلف، وأيام العمل الفعلية التي تشمل الحضور والإجازات غير المدفوعة.

6. ضبط درجات سلم الرواتب

تتيح خاصية ضبط الدرجات في سلم الرواتب تحديد الراتب الأساسي لكل درجة، الهامش الزمني، وتحديد مسيرات الرواتب لبعض البنوك، مما يسهل عملية تحويل الرواتب وتحسين دقتها وسرعتها.

باختصار، يساهم هذا النظام في تبسيط وضبط هيكل الرواتب بشكل يضمن دقة الرواتب وامتثالها لقوانين الشركة، مع تحسين سهولة إدارة حسابات الرواتب وإجراء التحديثات الدورية اللازمة.

تعرف على أهمية البيانات الضخمة في إدارة الموارد البشرية طبقًا لتقرير SHRM 

نظام إدارة الموارد البشرية: حلول مبتكرة لتخطي التحديات وتحقيق الكفاءة

التكلفة العالية

 أنظمة إدارة الموارد البشرية المتقدمة قد تتطلب تكاليف أولية عالية، بما في ذلك شراء البرمجيات، إعداد النظام، وتدريب الموظفين.

 يكمن الحل في التغلب على هذا التحدي من خلال مقارنة العروض المختلفة واختيار الأنظمة التي تتناسب مع احتياجات الشركة وحجمها، كما يمكن اختيار نموذج اشتراك شهري أو سنوي بدلاً من الاستثمار الأولي الضخم.

التغيير في ثقافة العمل

يمكن أن يكون تبني النظام الجديد تحديًا للموظفين الذين اعتادوا على العمليات اليدوية أو الأنظمة القديمة.

وحل هذه المشكلة يكون في توعية الموظفين بفوائد النظام الجديد وتوفير تدريبات شاملة للتأكد من سهولة الاستخدام والتفاعل. إشراك الموظفين في مرحلة اختيار النظام يمكن أن يزيد من تقبلهم للنظام الجديد.

حماية البيانات والخصوصية

 يتطلب نظام إدارة الموارد البشرية تخزين بيانات حساسة عن الموظفين، مثل الرواتب، التأمينات، والتقييمات، مما قد يعرض الشركة لمخاطر اختراق البيانات.

تستطيع تجنب هذه المشكلة عن طريق استخدام أنظمة موثوقة تقدم حماية قوية للبيانات، مثل التشفير وتقنيات الأمان المتقدمة. التحقق من امتثال النظام لمعايير حماية البيانات المحلية والدولية مثل GDPR أو نظام حماية البيانات السعودي.

 التكامل مع الأنظمة الأخرى

 قد يكون من الصعب تكامل نظام إدارة الموارد البشرية مع الأنظمة الأخرى المستخدمة في الشركة مثل المحاسبة أو إدارة الأداء.

هنا عليك باختيار أنظمة موارد بشرية تدعم التكامل مع الأنظمة الأخرى، والتعاون مع مزودي الخدمة لضمان إعداد عملية التكامل بشكل ناجح.

في النهاية نتوصل إلى أن نظام إدارة الموارد البشرية هي واقع ومُستقبل صناعة الموارد البشرية، ولا تُعتبر استبدالًا لقيمة وقدُرات الخبراء بالتقنيات الحديثة، وإنما هي محاولة لتوفير وقتهم وجُهدهم للتركيز على مهمّات أكثر استراتيجية للشركة؛ لذلك إذا كنت تفكّر في الاعتماد على برنامج لإدارة موارد البشرية: فالوقت المُناسب هو الآن، وخبير هي خيارَك الأمثل والأشمل للدخول إلى عالم الأتمتة بثقة واطمئنان.